الأربعاء، مارس ٢٤، ٢٠١٠

أعمل واحد عبيط

ذات نهار، ذهبت إلى محاضرتي مبكراً على غير العادة، لم أجد أحداً قد وصل بعد، حجزت لنفسي مكاناً في أول مقعد واضعاً حقيبة ظهري في المكان الذي اختره، ثم تركت المدرج الفارغ وخرجت للتسكع قليلاً حتى ميعاد المحاضرة.
عندما عدت إلى المدرج وجدت المدرج ممتلئاً بالطلاب، حمدت الله على نصاحتي لأنني حجزت لنفسي مكاناً في المقدمة، لكنني فوجئت بزميلتي زينب تجلس في نفس المكان الذي اختره لنفسي في المقعد، وقد امتلئ المقعد إلى آخره ولم يبق موضعاً إضافياً، ووجدت حقيبتي فوجدتها ملقاة على الأرض مهملة أمام المقعد الأول.
ينبغي لي أن أقول أن مثل هذه الحركات السخيفة معتادة بين الطلبة في الجامعة. أما زينب هذه فهي فتاة قمحية قصيرة، بالنسبة إليَّ بالطبع، شعرها بني اللون ناعم، ذات وجه مستدير وأنف صغير وشفتان رفيعتان، وتحمل في عينيها الكثير من الصلف والكبر واللامبالاة.
كنّا نتبادل المشاعر السلبية بيننا، وقد تعودت على أفعالها الاستفزازية أثناء اصطدامنا اليومي ببعضنا، حملت حقيبة ظهري من فوق الأرض صامتاً وأنا أوجه لها نظرات الحنق، سألتني "إيه؟، اتضايقت؟" بلهجة من يريد شجاراً، في نصف ثانية قرأت فوق شفتيها إجابة "اتفلق" إذا ما قلت لها "أيوه، اتضايقت"، عبرتها بينما كنت أجيب بلامبالاة صادقة "لا، عادي".. وصعدت المدرج راجعاً إلى آخر مقعد فيه.

ليست هناك تعليقات: