الأحد، ديسمبر ٣٠، ٢٠٠٧

عبدُ اللهِ هنا

أترى هذا المواطن المصرى، ذاك الذى يرتدى قميص أبيض اللون فوقها بذلة قديمة، فى صباح هادئ مبتسم والساعة لم تتجاوز الثانية عشر يعبر ميدان "لاظ أوغلى" إلى مبناه الرهيب، لا يذكر من دروس التاريخ إلا درساً واحداً، "الدوام لله من قبل ومن بعد"، له خبث الكسالى ومكر الثعالب وخفة النُمُوس، يمر من البوابة المهيبة والعساكر وأمناء الشرطة فقط بترك اسمه، الكل يراه ولا يراه، فلا أحد يعريه أى اهتمام، يمشى فى البهو الفخم والردهة المؤدية لمكتب الوزير منتصب القامة، رافع الرأس، عزيز النفس لكن لا يبدو عليه أى خيلاء، يقتحم مكتب الوزير دون أن يلقى السلام، وأمام عينيى الوزير المذهولتين يضع يديه فى جيب بذلته ويخرج بطاقة رقمه القومى ببطء كأنه يخرج مسدساً ثقيلاً ثم يتركها على مكتبه وينتصب مرة أخرى مبتسماً فى سخرية هازئة ويمضى إلى حال سبيله

الثلاثاء، ديسمبر ٢٥، ٢٠٠٧

بالأفراح.. السلطنة صناعة وطنية ثقيلة

"وأفرح فإنى لا أحب إلا الفرحان"
النـِّـفـِّـرى
*
نفسى أفرح وسط الناس والجماهير.. ونقول "الله الله" و"عظمة على عظمة على عظمة".. مراوح صدرنا محروقة مع كل آهه وتنهيدة والعروق تطق والجبين يسخن والبدن كله يقشعر من الحماس... منايا أفرح معاكم يا أجمل خلق الله.. نرقص دبكة جماعية على خشب المسرح وأسفلت شارع كورنيش النيل.. وأفضل أرقص وأرقص لحد المرواح وصوت الموسيقى فى ودانى ما بيسكتش ولا يهداش... قلبى باش.. وكمان قلب زياد لما تحس إن الحنين قطع قلبه وهو بيختم شريط "بالأفراح" بموسيقى "زورونى كل سنة مرة"... زورونى كل سنة لحظة.. هى لحظة.. يا دنيا قديمة زى أغنية ما راحتش من بالى.. يا نشوة هزتنى زى ما رقصتى هزت الكون من تحتى.. يا غية حمام هجت من صدرى لما الشتا سكن فىّ أربع مواسم... هى لحظة.. تقف عندها كل الساعات وبعدها كل شئ يغرق فى تصفيق حاد بانتهاء الحفلة