السبت، أبريل ٢١، ٢٠١٢

بديهية أخيرة

يا أهل الكتابة والتدوين، تلقوا لكم لغة الورد والسحاب والحرير في الروايات وفي الدواوين.. أنا كل اللي بأقوله سحبته من تحت عجل العربيات والمترو ومن بين أسنان النكت والشتايم، وعرفت إن لازم قبل ما أتعب على الحرف وأعرق له أشوف سنة من العطش والجوع عشان أمد لخطوتي سكة جديدة في كراس الشعر والتعبير. 
علموني الشعر من الأول، وافتحوا لي من المعاجم قافية. 
القافية فتوح.

الجمعة، يناير ٢٧، ٢٠١٢

ما لي بيك؟

ما قلتش ليه تحبني بكره لما كان ممكن تحبني إمبارح؟ أنا حبيتك في النور وفي الضلمة. أيام ما كانت أسامينا غير النهاردا. دلوقتي إسمي عندك الشجر ناشف وإسمك عندي الجو بارد. دلوقتي فات زمان المودة زي ما فات علينا يوم ألف يتمنوه .. ما لناش منه نفس نفس الحظ.
خلّي التراب أولى بالأيام.. كله بينقضى وكلنا رايحين للتراب اللي بيضمني ويحضني أدفى من صدرك. لما تفوت علينا سنة، حَ أتذكر وأقول "كان كوبري وكنّا زعلانين من بعض، وكانت دكة وكنّا بنعيط سوا، وكان حلم وكنّا بنحكّي لبعضنا"..
حتى قلب الحديد بيحنّ، لكن هان عليَّ الأذى وما هانش عليَّ الزعل والغيرة، يمكن لو ما كانش دمي حامي شوية كانت خفت عني مرارة فوران الكبت والتعقيد.
خلّي عندك يقين في الفشل، حتى في الفشل كرامة. خلي عندك شك في الأسف، الندم مؤلم زيّه زيّ ذٌل السؤال.
بس أنا ما لي بيك؟ وحياتك لتعود علينا التجارب ما ندرى جديدها من قديمها.. وفي قلوبنا الغرام والكبر متساويين. وأنانية الحضور والغياب متساويين. 
ولوحدي أنا كلّي غلط، أتقل من عربية ملوها زلط، بأدوق مرارة فرصي الضايعة فيك، ومصروف الزمن خيط بيتسحب من كفي المفتوحة إليك والدقايق فرط الرمان.

الأحد، ديسمبر ٢٥، ٢٠١١

لما تقابلني

وإن رحت مره تجيب لفّة عشا ونحيب*. سلّم على قلبي. وأنت معدّي على الترعه وطالع القمّه، سلّم عليّ. بروح رياضيه حَ أمد لك إيدي، حتى وأنا قلبي بيغلي كدا زي البرّاد، حتى وأنا روحي بترقص من الفرحه. بس أنا لو عليَّ كنت أبوسك من خدك وأعزمك على الشاي، دا أنا كنت قاعد لوحدي حزين وشايل على ضهري همّ سنين، وبأسأل نفسي من إمتى الإيدين مشتاقين للسلام؟ سلّم عليّ عشان عيوني المخنوقة بالدموع تنفك وأقول اتعدلت، لاجل ما نتصافى في الأحلام وأشوف ضحكتك معايَّ أحلى من الهوا في يوم الشمس، وأغني لما تسيبني "سلّم عليّ سلّم عليّ لما قابلني سلّم عليّ عجبي يا ولدي سلّم عليّ".
* بيت من قصيدة لبهاء جاهين 

الاثنين، ديسمبر ٠٥، ٢٠١١

ونسان

...

"  فيه لحظات جميلة في أيام الإكئتاب، مثلاً إنك تصحى من النوم الصبح، وتقرر إنك ما تنزلش من بيتك حتى لو القيامة قامت، ولا حتى تكلم حد أو ترد على التليفون، وتقول إن النهار دا يوم خالي من البشر. بس أول ما بتحس بالجوع بتقرر إنك تنزل تاكل مكرونة في مطعم الكشري اللي ورا بيتكم بكام شارع، مع إنك معاك نمرة تليفون المحل وممكن تكلمهم يجيبوا لك اللي أنتَ عايزه من غير ما تحتاج تنزل.
لما بتقعد مع الناس هناك، وتتأمل في وشوشهم، تتكلم معاهم عن مهزلة الإنتخابات المعروضة في تلفزيون المطعم، بتعرف قد إيه هما واحشينك، وقد إيه الكلام نفسه واحشك، بعد شوية بتسكت وتحس بالونس ماليك جواك، وتفكر إني دي أجمل لحظات اليوم كله، وبتبقى آسيان إنك ما تقدرش تمسك فيها لأنها حَ تروح لحالها.
ترجع البيت، وتطفي التلفزيون اللي نسيته مفتوح على قناة الأفلام، تدخل السرير، وتفتكر اللحظة دي تاني، وتروح في النوم بشويش.  "
...