الثلاثاء، يونيو ١٥، ٢٠١٠

حلم

وصلت إليها في المساء.
لم أجد صعوبة في العثور عليها بين زملائها. وجدتها تقف بينهم، عندما اقتربت منها، كانت مهتاجة وتعاني من غضبٍ بسبب شئ ما، لعنت حظي السئ، لكنني أظهرت لها حضوري ولم أتراجع إلى الخلف، نظرت إليَّ وعاملتني بصلافة شديدة، جاءني أحد أصدقائها والذي كنت أعرفه معرفة سطحية، سلّم عليَّ ووقف إلى جانبي، وقفت هي الأخرى أمامي وقالت بما يعني "أنتَ إيه اللي جابك هنا؟"، حاول صديقها تهدئة الأمر بيننا، فقالت أن عليها الذهاب الآن لأن والدتها تنتظرها عند ناصية الشارع الرئيسي، تركتهما وانطلقت من فوري حانقاً من الحرج خارجاً من المكان كله، كل ما كنت أفكر فيه عندما جئت أنني كنت لا أريد إلا السلام والسؤال عن أحوالها، لكن فيما يبدو لي الآن أنني جئت في أكثر الأوقات خطئاً، أعماني إحساسي بالحرج من الموقف كله، وأكملت طريقي إلى الخارج، سمعتهما يحاولان اللحاق بي، ثم حاذاني كل واحدٍ فيهم من جانب، كان صوتها يلهج بعبارات الأسف والاعتذار، حاولت إفهامها سبب مجيئي، لكننا كنّا قد وصلنا إلى الخارج ورأينا والدتها المنتظرة واقفة بين جموع المشاة فتوقف الحديث، سلمت عليَّ أنا وصديقها سريعاً، لكنها خصتني بنظرةٍ فيها الامتنان لحضوري والتأسف على ما حدث، وقالت أنها سوف تحدثني على الهاتف بمجرد أن تصل بيتها، ثم عرّفت والدتها بي، فقالت "أهلاً وسهلاً يا ابني، حمد الله على السلامة، إزيك عامل إيه؟"، أجبت بسرعة "الحمد لله يا طنط، أنا بخير"، توقف الحديث مدة لحظات، ثم عُدت أقول "شكراً على سؤالك"، أجابتني بصوتٍ حرج "العفو، على إيه؟، يا رب تكون بخير"، ثم انطلقت مصطحبة ابنتها في يدها سريعاً من أمامنا، كان صديقها لا يزال إلى جانبي ينظر إلىَّ في استغراب، أكملنا سيرنا بخطى بطيئة، لمست وجنتي عرضاً بأصابعي فوجدتها رطبة ومبللة بدموعي.

ليست هناك تعليقات: