الأحد، مايو ٠٩، ٢٠١٠

من الموت

كنت بأتمشى على كورنيش الشاطبي ولاقيته. مكان قديم من قزاز. قايم على البحر. كإنه كان كازينو قديم واتقفل، حديده مصدي، خشبه مسوس، وحروفه إسمه متاكلة. فضلت واقف كتير قدامه من غير معنى بأبص له ويبص لي..
دفعت للحارس النايم على الباب ودخلت، ما كانش فيه حسّ إلا صوت البحر المكتوم، وريحة التراب
والطحلب الأخضر اللي مالية المكان، لفيت بالراحة ومسحت بإيدي على كل عواميده وقزازه، صوابعي حست كل شئ من عجزه بيئن. قدام البحر، ساكت سرحان وبأفكر..
الشمس طلعت شاحبة وبطيئة،
بتتسحب ورا السحاب الماشي، بدأت بخيط أبيض متكسر، الأزرق الممدود قدامي اتفرد سلاسل دهب، عيني تاهت زي مركب تاهية، وحسيت في اللي بأشوفه بزغلله. دوّرت نفسي حواليَّ، الأرض مفروشة نور، وأصوات المصّيفين على الشطوط جاية لي رايقة، كل شئ في هدوءه انسيابي وبسيط.. حتى الموت، هيكون مريح ولو بان لك لحظتها عنيف.
حسيت بجمال الجملة في بالي وحبيت أقولها بطريقة تانية بصوت عالي، ابتسمت ابتسامة خفيفة وقلت "أنا عارف إني لو..."

كانت هناك إيد ممدودة في ضهري بمسدس. بتكة طلقة رصاص. طاخ.

ساعتها أدان الضهر ادن والناس كانت بتتمشى على الشط زي عادتها.

ليست هناك تعليقات: