الجمعة، أبريل ١٦، ٢٠١٠

عين على الطاولة

كان الضوء الأبيض يسقط على الموجودات، بينما كانت الظلمة تحيط بمركز الحدث. هو.. كان يلهث في غضبه، تدافعت صور عشوائية أمام ناظريه وكلمات حمقاء في فمه، لكنه ظلّ صامتاً محدقاً في سطح الطاولة، أمّا هي فكانت حائرة ولم تدر ما العمل في ثورته هذه؟، وضعت يداً مترددة فوق يده الموضوعة على الطاولة، لم تلحظ ارتفاع صدره باللهاث المتزايد، جذبت يده إليها بين راحتيها ثم قالت برفق:
- إيه ؟، بالراحة على نفسك، عايز تقول إيه؟
رفع عينيه المشتعلتين بسورة الغضب، وجذب يده بعنف من بين يديها هاتفاً:
- إيه اللي بتعمليه ده !؟، شيلي إيدك..
أزاح الطاولة من أمامه ثم نهض وغادر المكان كله، ظلّت تنظر في دهشةٍ إلى كرسيه الشاغر، ثم أشاحت بوجهها بعيداً، فكرت أنه سوف يندم لاحقاً عندما يعيد التفكير فيما حدث الآن، وربما لا ؟، استطاعت تبدد دمعة بغلق عينيها قبل أن تنزلق فوق وجنتها، ثم نهضت وتركت المكان كله مثلما فعل، بينما بقى الطاولة والكرسيان
منتظرين في موضعهم حتى حلّ إظلام المشهد العنيف عليهم.

ليست هناك تعليقات: