السبت، سبتمبر ١٩، ٢٠٠٩

محاولة انتحار

وقفت طيلة نصف ساعة أمام مرآة الحمام، أتأمل وجهي بعد الحلاقة، في كل مرة أحلق ذقني يبدو وجهي على حقيقته، صغيراً ومستديراً. طيلة النصف ساعة كنت أفكر وأحلم بأشياء عدة وأنا أجذب ذقني القوقازية وأعض على شفتي العليا متأملاً موضع شاربي المحلوق، رفعت وجهي وأخذت أتأمل عنقي الأسمر النظيف من الشعر وأضغط بأصابعي فوقه، وعندما خطر لي فجأة خاطر الموت، أحسست بالدم يجري في شراييني نافراً، كأنني مشرف على موتي فعلاً، أمسكت مكينة الحلاقة وأثنيت رأسها عدة مرات، لمعان شفراتها في الضوء وخز قلبي بالخوف، ضغطت رأس الميكنة فوق رقبتي، فكرت فيما يفترض فعله، ثم جذبتها سريعاً ناحية اليسار فيما أدرت رأسي في الإتجاه الآخر، وعندما رفعت رأسي مرة أخرى أمام المرآة لم يبد أن هناك شيئاً قد جرح، ثم ظهر خيطين عرضيين من الدم تدريجياً، سال منهما خيطين رفيعين من الدماء فوق رقبتي ونحري، كانت الدماء تلمع في المرآة مثل شفرات المكينة التي تسببت فيها، أحسست بالألم لكنني لم أرفع يداً لأمسح الدم النازف، وصرت أتأمل بدقة خيوط الدماء المتشققة وهي تشق طريقها وتجري هابطة نحو صدري المرتجف خوفاً، استفقت على صوت أمي يناديني من خارج الحمام وبطرقات يدها على بابه، انقطع حبل أفكاري وخيط الدم السائل، وارتد وعيي إلى العالم حولي وارتدت الدماء إلى داخل الجرحين الرفيعين، جففت وجهي من بقايا الشعر، وعنقي من قطرات الدم، ثم خرجت ملبياً إياها..

ليست هناك تعليقات: