الثلاثاء، سبتمبر ٢٢، ٢٠٠٩

اليوم النشيد

هيصحى الصبح وهيبقى مضطر -يا حبة عينه- غضباً عنه يغنى "بلادى بلادى لكِ حبى وفؤادى"و"صوت الجماهير هو انتفاض عزم الأبطال" و"وطني حبيبي الوطن الأكبر" فى الحمام والشغل والأتوبيس وفى ودن اللى جنبه طول اليوم، لأن دماغه بتنقح عليه بيهم، وكل ما يقول لنفسه كفاية يعلّي بالصوت أكتر وأكتر، ويعلق الصور على الحيطان، وينشر الأعلام على المنشر، ويمشي بالخطوة العسكرية، ويحيي العلم، ويقوم يصقف بصدره في آخر الأغنية والخطبة اللى فكت حبس دموعه، ويلاقي كراريس الواجبات ومجلات سمير وشرايط الأغاني تحت السرير، ويرمي الأدوية من الشباك، عشان يبص في المراية ويفتكر شكله، ويبص فيها تاني ويعرف روحه، ويبص فيها تالت ويعيط من بزّه اليمين، ويبص فيها رابع ويضحك من قلبه الشمال، ويبص فيها خامس وكأنه ما بيشوفشي إلا نفسه صغيّر، وينسى إزاي صحي إمبارح وأول إمبارح وأول أول وإزاي صحي من سنين طويلة وفضل فايق ما بينامشي طول العمر ده ... إزاي ؟، وقبل ما يغطس فى النوم يرجع تانى يقول
"وإحنا مش عاوزين نشيد"*

* بيت من ديوان ميت بوتيك لفؤاد حداد

ليست هناك تعليقات: