الجمعة، نوفمبر ٠٥، ٢٠١٠

مشهد

كانت دمائي تلوث كل شئ حولي، بنطالي وقميصي والسرير وثيابها والمنشفة التي كانت تجفف صدري العاري بها. كانت تريد إكمال مهمتها لكنني لم أستطع تحمل ألم مرور يدها بالمطهر فوق الجُرحين العريضين اللذان يشقان أعلى بطني، أمسكت معصمها بقوة قبل أن تصل إليهما وقلت لها "كفى!". مضت دقيقة وهي تحاول تخليص معصمها وتنظر بشفقة في عينيَّ المشتعلتين بنار جروحي الدامية، أفلت يدها ثم نهضت لأقف أمام المرآه، أخرجت رباطاً مطاطياً طويلاً من جيبي وشرعت في ربطه حول صدري من أجل إخفاء الجرحين. التصق صدرها بظهري وظهر وجهها في المرآه فجأةً، كانت تريد أن تساعدني في ضبط وضع الرباط على الجرحين، أحكمته كيفما اتفق وتركتها وحدها أمام المرآه.
كان الألم يخترق رئتيَّ ومعدتي، والرباط يضغط صدري كلما حاولت التنفس بعمق. رائحة الدماء تزكم أنفي حتى شعرت أنَّ حوائط الغرفة هي الأخرى تنزف دماءً مثل صدري، وفكرت أن هذان الجرحان يحتاجان إلى هواءٍ آخر نقي للشفاء خارج هذه الغرفة.

ليست هناك تعليقات: