الأحد، يناير ١٠، ٢٠١٠

الأيام بضهرها

يوم التلات:
صاحى على سريري قاعد وضهري محني، الزعل طافي على روحي زي خشبة على الميّه، نكست راسي وطلقت تنهيدة، مش فاكر أي شئ من إمبارح غير الألم اللي نمت بيه ونام بيّ، احترت في إيدي ورجليَّ، حاسس كأني عروسة قطعوا خيوطها واتسابت مرميّة، خيال النور بيتلاعب من بين الأشياش على سقفي، قلت في روحي، إحتمال يكون النهار ده جميل بس أنا أعجز من إني ألحق جماله.
اتكعبلت مرتين وأنا نازل من على السرير، وسقطت على الأرض، لولاش كانت الأرض باردة، ما كنتش رضيت أقوم منها. اليوم أنا لوحدي في البيت، فتحت التلفزيون، حسيت بوشّ في وداني، ولا كنت فاهم كلمة، كأنه كلام تاني غريب عليّ.. فكرت أطفيه، ولكن سبته واطي يعمل حسّ في الحيطان الخرسا، النهار برّه عايرني بجماله وضحكه ولعبه بين النور والضلّة، والشمس ندهت على إسمي ميت مرّة، وأنا مش سامع إلا صوت نهنهه جوّه، جاي منين ؟، من المطبخ، من الحمام، من أوضتى، فيه صوت حد بيعيط بمرارة ومش قادر يبطل عياطه، نمت على جنبي اليمين على الكنبة، واتكومت في بعضي زي الجنين، فضلت مبلّم في الشباك اللى فاتح صدره على الدنيا وسرحت فيه، رنّ التليفون فجأة، حسيت بزغد في أقدامي، ما اترددتش كتير، سبته يرنّ في دماغي بلا نهاية.

يوم الاتنين:
زي كل اتنين، زرتيني في الحلم، المترو رايح حلوان، والدنيا ليل بره القطر، مطفيّة، مضلّمة، وعربيتنا بنورها الوحيد بتعدي في كل المحطات من غير وقوف، واقف قدام الباب سرحان ومستني محطة للنزول، وأنتي ورايا في ركن العربية البعيد شايفاني، بتبص لي بغضب محزون، ما كنتش واخد بالي، وفي نص طريقه، وقف القطر، ونزلت أنا وحدي، مشيت مشيت في الرمل زاحف، قدامي الضلام، وورايا القطر بيصفّر بقفل أبوابه، رميت بعيني ورايا عليه، لاقيته بينطلق على السكة، مسحت اللى سال من عيوني ساكت، وكملت الصحرا ماشي.

يوم الأحد:
النهاردة زحمة، الناس كتيرة، بأعدي في شارع شريف، وشايفنا واقفين مطرح ما كنا واقفين، درايت وشي مننا. بأفكر بس مش فاكر، أو فاكر بس مش بأفكر، زي كل الناس، بأخبّط وأتخبّط، غريب وسطيهم زي ما كلهم غربا، مشيت في وسط الناس.. زي كل الناس.

يوم السبت:
... إلخ إلخ إلخ

ليست هناك تعليقات: