الاثنين، أغسطس ٢٤، ٢٠٠٩

لا شئ

أنهض فزعاً فوق السرير، لحظات وتهدئ نفسى، أضع مرفقى فوق الفخذ العارى من حر الليل، وأسند جبهتى على راحتى، وأنا أردد رداً على كابوس الليلة الماضية "مفيش حاجة... مفيش حاجة" فى الحمام، أغسل وجهى، وأصطدم بوجهى فى المرآه البلجيكية القديمة، يصدمنى تغضنه المفاجئ، أنكره كأن هذا الوجه ليس لى، حاولت الابتسام، فانشغلت عن البسمة المرسومة بذلك التجعيد الذى ظهر على جانب فمى، يسألنى الوجه فى المرآه عما بى ؟، أنثر قطرات المياه على صفحته، وأنا أجيب "مفيش".
أمى تجلس أمام المسلسل العربى المعروض على شاشة التلفزيون تقشر البطاطس، أجلس أنا الآخر أمامها وأغيب فى شعرها الرمادى والخصلات التى صارت بيضاء، تحول عينها إلىّ وترى وجهى الذى تقلص ألماً، فتسألنى "فيك إيه؟" فى نفس الوقت الذى يسأل بطل المسلسل جاداً بطلته ماذا بها ؟، فنجيب أنا والبطلة فى صوتٍ مهمومٍ غارق فى الشقفة على ذاته فى الوقت نفسه "مفيش حاجة .. مفيش أي حاجة"

ليست هناك تعليقات: