الخميس، أغسطس ٢٠، ٢٠٠٩

رجّ العبوة الناسفة قبل استعمالها

هل تعرف؟.. هل كنت تعرفـ.. أتعرف من نحن ؟.. نحن المجهولون أبناء أولئك المجهولين الذي هتفوا لأم كلثوم في حفلاتها ب"عظمة على عظمة على عظمة يا ست"، أحفاد أولئك الذين تراهم يركبون فوق ظهور السباع فى الجداريات الشعبية !!، فلماذا نبدو كمن تطارد الكلاب مؤخراتهم ؟، ولى زمن القباب والمآذن التى تخترق السماء، وأصبحنا نصلي بالأقبية المكيّفة أسفل منازلنا، وقسمنا صلواتنا ما بين عوز وخوف من العوز.
حسناً، إذا أطلقنا المآذن كصواريخ فضائية إلى السماء، وفجرّنا القبور والسراديب خابئة الأسرار السوداء، هل سيعلم أي أحد ؟.. لَمْ يُلَمْ بالمثل يا عبد السميع/ إنّ يَرُد الصاعَ ألفاً لَمْ يُلَمْ *.. بالأمس مررت على قريتي القديمة التي تختبئ في قلب قلب المدينة، كانت سري وملاذي، جاءتها الجرافات والحفارات تردم وتقتلع وتهد، لا أعلم كيف علموا بأمرها؟، كدت أبكي من القهر وقتها، لكن لا بكاء على الأطلال تحت سماء الله الغاضبة بعد الآن، سأصوب الماسورة التي تختزن رصاصتي الوحيدة في رأس من يصيبني بالصداع بدلاً من أن أطلق الرصاصة في رأسي أنا لأخرسه.
والآن ثبت أصابع الديناميت فى جوانب الآلات، ولا تنس رج العبوة الناسفة قبل الاستعمال..

* الأبيات الأخيرة من قصيدة "الطاسة" من ديوان "ميت بوتيك" لفؤاد حداد

ليست هناك تعليقات: