الأربعاء، أغسطس ٠٣، ٢٠١١

صفحة من كتاب المواقف

قال لي:
"عِيد الزمن من الأول، عِيده من تاني، عِيده تالت ورابع، ولو سألوك، قولهم إن في الإعادة إفادة، إفادة عن المستقبل الماضي والحاضر المتعاد،لا ندم ولا توبة، لا الإعادة إعادة ولا أنتَ أنتَ ولا المحطة الجاية حَ تفوتك، كل المحطات قبل الوصول فايتة."

كنّا نتمشى لحد الميدان ساعة المغرب والشجر بيهزّ أوراقه سلامات في وداع الشمس، والعمر اللي كرمش وشه وفتل عروقه هوَّ اللي خلّى الخطوة على قد العَرج، والكلام على لسانه بيفك حبس السنين الخُرس.

وقال:
"مش ضروري كل الزعل والقمص، ولا حتى كل الفرح والزينه، كله في معاده، بدايه ونهايه، لا قبل قبل ولا بعد بعد، وإن ترضى بحكمة الصبر والتأجيل، لا ترضى بكدبة الهزيمه والتسليم. لو الحياة للموت والنومة للصحيان والنهار لليل، يبقى ما تخافش تبدّل سعدك بأحزانك زيّ ما بتبدّل همّك بأفراحك."

وقفني في موقف أجره، وفاتني من غير كلمه زياده. كانت الناس حواليَّ رايحه وجايه بتلّف في رغيها وكلامها  ألف مدار ومدار، و عواميد النور اللي طفّت لون الغروب خليتني متثبت في مكاني بوداع متأخر عن معاده.

هناك تعليق واحد:

Falak يقول...

"أعاد الزمن نفسه، أكمل دورته، انهار معيداً تنظيم نفسه. امتد العالم بلا نهاية. مع ذلك كان محدداً ومحدوداً"
.
.
.
كل المحطات قبل الوصول فايتة !
:)