أترى هذا المواطن المصرى، ذاك الذى يرتدى قميص أبيض اللون فوقها بذلة قديمة، فى صباح هادئ مبتسم والساعة لم تتجاوز الثانية عشر يعبر ميدان "لاظ أوغلى" إلى مبناه الرهيب، لا يذكر من دروس التاريخ إلا درساً واحداً، "الدوام لله من قبل ومن بعد"، له خبث الكسالى ومكر الثعالب وخفة النُمُوس، يمر من البوابة المهيبة والعساكر وأمناء الشرطة فقط بترك اسمه، الكل يراه ولا يراه، فلا أحد يعريه أى اهتمام، يمشى فى البهو الفخم والردهة المؤدية لمكتب الوزير منتصب القامة، رافع الرأس، عزيز النفس لكن لا يبدو عليه أى خيلاء، يقتحم مكتب الوزير دون أن يلقى السلام، وأمام عينيى الوزير المذهولتين يضع يديه فى جيب بذلته ويخرج بطاقة رقمه القومى ببطء كأنه يخرج مسدساً ثقيلاً ثم يتركها على مكتبه وينتصب مرة أخرى مبتسماً فى سخرية هازئة ويمضى إلى حال سبيله
كله بيعجز، بس مفيش أصبى من النظرية الشيوعية
-
كله بيمسخ، بس مفيش أحلى من الأمل الشيوعي
قبل أسبوعين (٢)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق