ينطلق عواء صفارات الغارة في اللامكان واللازمان العربي، على الطريق القادم من حلب، هناك الميكروباص السريع الذي يحمل ركاباً من جبال الطوروس يراوغ الظلمات والضباب بأضواءه، وفي الحارة الصغيرة المعتمة، يخرج عاشقان عربيان من حانة ضيقة، لا يبدو على مظهرهما نشوة السُكر، يتوقفان جانباً ويختلسان الحب في ثمانية وثمانين قبلة بجوار جندي بريطاني –أو ربما إسرائيلياً- ملقى على الأرض مشغياً عليه ومجرداً من سلاحه.
ينطلق عواء الصفارات المزعجة مرة أخرى، فتلتصق أجساد العاشقين ببعضهما ذعراً، تشرأب أعناقهما وتنكمش، يتعلق اللحم باللحم، يتمزق الجلد بالأظافر، تطلى صفحة السماء بالكحلي قبل أن يتكثف الدخان، مائة ألف قنبلة تدك المنازل فتضئ الدنيا وتنطفئ بمائة ألف ومضة تغشي عيونهما، يرتعش البدنان بمائة ألف رعشة مماثلة تطقطق عظامهما من الخوف، كل الأشياء المحيطة تئن من وطأة القصف فوقها، تتدرج الأدعية والابتهالات في جوف السماء تصاعدياً، تُسمع آهة طويلة عالية تموج وترتفع إلى سقف الليل ذاته، تُسمع عميقة وقوية، تُسمع كإنها أبدية...
وفي لحظة، حلّ الصمت، وانقشع الدخان مرة واحدة، وبقيت ظلمة الليل الأصلية، فانطلق الاثنان من فورهما خارج الحارة حيث وقف الميكروباص عندهما وهبط منه صبي صغير ينادي: معبر قلنديا، العجمي العجمي، رمسيس رمسيس رمسيس.
ينطلق عواء الصفارات المزعجة مرة أخرى، فتلتصق أجساد العاشقين ببعضهما ذعراً، تشرأب أعناقهما وتنكمش، يتعلق اللحم باللحم، يتمزق الجلد بالأظافر، تطلى صفحة السماء بالكحلي قبل أن يتكثف الدخان، مائة ألف قنبلة تدك المنازل فتضئ الدنيا وتنطفئ بمائة ألف ومضة تغشي عيونهما، يرتعش البدنان بمائة ألف رعشة مماثلة تطقطق عظامهما من الخوف، كل الأشياء المحيطة تئن من وطأة القصف فوقها، تتدرج الأدعية والابتهالات في جوف السماء تصاعدياً، تُسمع آهة طويلة عالية تموج وترتفع إلى سقف الليل ذاته، تُسمع عميقة وقوية، تُسمع كإنها أبدية...
وفي لحظة، حلّ الصمت، وانقشع الدخان مرة واحدة، وبقيت ظلمة الليل الأصلية، فانطلق الاثنان من فورهما خارج الحارة حيث وقف الميكروباص عندهما وهبط منه صبي صغير ينادي: معبر قلنديا، العجمي العجمي، رمسيس رمسيس رمسيس.
هناك تعليق واحد:
مش عارفة شو احكيلك، بس انا في القدس وحابه انزل ع بيروت، ووقفوا التاكسيات من يافا لهناك لانه بطّل في ركّاب.
شكرا :)
إرسال تعليق